السباحة مع الجِمال في رأس الخيمة

هل تعلم أن الجِمال تتقن السباحة؟

تحظى الجِمال باحترام وتقدير كبير في الإمارات العربية المتحدةـ، كما أن السباقات متأصلة في الثقافة الإماراتية وثقافة البدو الرحالة بعمق. لطالما كانت الجمال مصدراً للتغذية والرفاهية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. إذ تقدم الألبان واللحوم للمعيشة، والصوف للملابس، والسجاد والخيام للسكن والجلود للأحذية والنقل للإمدادات والترفيه المثير. كما كان روثهم يعد وقوداً ممتازاً، وكان يُعتقد في السابق أن بولهم له خصائص طبية مذهلة. يعد سباق الهجانة مثالاً للتراث البدوي المهم في رأس الخيمة.

إذ نظمت القبائل البدوية لقرون عدة سباقات ومنافسات للجمال لتوفير الترفيه وحل الخلافات. واليوم تقام السباقات في جميع أنحاء الإمارات برعاية الشيوخ الحاكمين. يستخدم الملاك جمالاً محلية من الإمارات العربية المتحدة وعمان والسودان للسباقات. تُختار الجمال المحلية من الإمارات العربية المتحدة والعمانية من عمان والسودانية من السودان والجمال المهجنة خصيصاً من مدربين مخضرمين. ويمكنها الجري لمسافات طويلة بسرعة 40 كيلومتراً في الساعة أو بسرعات تصل إلى 65 كيلومتراً في الساعة في سباقات المسافات القصيرة. اشتق اسم “الجمل العربي” من كلمات يونانية (Camelus dromedarius) تعني الجري ومضمار السباق.

يقدر مدربو الجمال القطعان بفخر كبير ويهتمون بنظامها الغذائي المكون من التمر والردة والشوفان والملح. وأحياناًيضيفون الحليب البقري إلى نظامها الغذائي لتقوية وتعزيز بناء العضلات. وقبل المشاركة في أي سباق للهجانة، يجب أن تخضع الجمال لفحص صحي كامل للاطمئنان على صحتها.

يعد سباق الهجانة مشهداً مثيراً وغير عادي. وتقام السباقات صباح يوم الجمعة في فصل الشتاء في منطقتي الدقداقة والحمرانية في رأس الخيمة. وتحيط الكثبان الساحرة وأشجار الغاف العتيقة بمضمار السباق. عادة ما يوجد 50 إلى 100 جمل ينتظرون دورهم في السباق. وتقام السباقات بين الساعة 6:30 صباحاً والساعة 9:30 صباحاً، لذلك عليك الاستعداد للذهاب إلى هناك مبكراً. إذ من الرائع الوصول عند بزوغ الفجر لمشاهدة طاقة وحماس الملاك والمدربين وهم يناضلون من أجل الفوز بسيارات فاخرة وجوائز تذكارية ومالية قيّمة تصل إلى ملايين الدراهم.

وقد تتفاجأ بأن الجمال ليست فقط سفن الصحراء، بل أنها تتمتع أيضاً بقدرة مذهلة على السباحة والبقاء على قيد الحياة في النظم البيئية الجافة والساحلية. كما يرى العلماء أن الجمال تتمتع ببنية فسيولوجي مميزة ويمكنها تحمل فترات طويلة من الجفاف دون أي آثار ضارة. ويُعتقد أن البدو الأصليين الذين يربون الجمال العربية يعرفون أنها تتطلب كميات كبيرة من الملح في نظامها الغذائي. ونسبة الملح العالية في أجسامهم تمنح ألبانهم طعماً مالحاً بعض الشيء. وحسب رعاة الجمال، من المعروف أن الملح له تأثير مفيد وممتاز على صحتهم العامة وحالة الجلد والخصوبة. كما أن المياه المالحة تحتوي على عناصر غذائية طبيعية ولها خصائص مضادة للبكتيريا، مما قد يفيد صحة الجلد. وتحتوي مياه البحر على كميات بسيطة من الماغنسيوم والبوتاسيوم والزنك، لذلك من المعروف تاريخياً أن الغطس في مياه الخليج العربي المالحة يخفف من بعض مشاكل الجلد.

 فادي حشيشو، مؤسس أدفنشوراتي رأس الخيمة، هو مرشد معتمد شغوف ويعرف المناخ المحلي الحساس للمجتمع البدوي وشجعهم على مشاركة لمحات فريدة عن طريقة حياتهم وتربيتهم للماشية والجمال وزراعتهم للمحاصيل ورعاية مستعمرات النحل ومممارسة الطب وتناول الطعام. تشمل التجارب الاستكشافية السباحة مع الجمال، وهي تجربة فريدة تحظى بحماية واحترام شديدين. وتناسب التصوير للغاية. يأخذ مرشدو أدفنشوراتي ومدربو الجمال المحليون الجمال الصغيرة والهادئة يومياً إلى الشاطئ في الصباح الباكر. تحسن الجمال من قوتها الكلية من خلال جلسة التدريب المائية وترتاح بشرتها من أي حشرات صحراوية مزعجة وخدوش وتهيجات وسحجات وتبتلع المياه المالحة المهمة لنظامها الغذائي.

تعتبر السباحة مع جمال السباق على الشاطئ تجربة غير عادية يقوم بها عدد قليل فقط. وتمنحك مشاهدتها أثناء السباحة فكرة عن قوتها ولياقتها وقدرتها على المناورة. كما ستحظى بفرصة للتجديف والسباحة إلى جانب الجمال أثناء سباحتها وعومها أمامك. وعندما تتعب الجِمال من رياضتها المائية، تحظى بفرصة للتمشية في صمت على طول الشواطئ الضحلة حتى تجف من المياه. يمكنك الركوب بمفردك أو مع مرشد من أدفنشوراتي إذا لم تكن قد ركبت جملاً من قبل. لن تحصل فحسب على بعض المحتوى الفريد الرائع لحساباتك على شبكات التواصل الاجتماعي، بل ستتمكن أيضاً من تعلم المزيد عن هذه الكائنات المذهلة التي تشتهر بأنها من سكان الصحراء.