مسجد محمد بن سالم، مكان يهمس التاريخ بين جدرانه، وتتنفس الروح سكينة الإيمان في كل ركن من أركانه.

يعود تاريخ مسجد محمد بن سالم إلى أواخر القرن الثامن عشر، مع وجود دلائل على وجود مسجد أقدم في نفس الموقع.وقد خضع لعمليات ترميم دقيقة حافظت على رونقه الأصيل. بُني باستخدام المواد التقليدية مثل صخور الشواطئ، والحجر المرجاني، والجص الطبيعي، مما يعكس نهجًا عمليًا وأنيقًا في العمارة الإسلامية، حيث صُمم لخدمة احتياجات المجتمع مع مقاومة الظروف المناخية القاسية للصحراء.

ورغم أنه لا يزال مكانًا نشطًا للعبادة، فإنه يرحب أيضًا بالزوار الذين يسعون لفهم تاريخ رأس الخيمة. حجمه المتواضع وسحره التاريخي يجعلان منه ملاذًا للباحثين عن الهدوء والتأمل، كما أنه مكان مثالي لالتقاط الصور والاستمتاع بسحر الهندسة الإسلامية الأصيلة. يمكن للزوار أن يُلاحظوا التوازن الرائع بين الترميم العصري والاحترام العميق للحرفية القديمة، حيث حافظت عمليات الترميم الدقيقة على الشكل الأصلي والوظيفة العملية للمسجد، ليظل رمزًا حيًا يجمع ببراعة بين أصالة الماضي وروح الابتكار.

يُعدّ مسجد محمد بن سالم وجهة لا غنى عنها لعشاق التراث واستكشاف الثقافة، ولكل من يهتم بتاريخ تطور الروحانية والمعمار في دولة الإمارات، فهو سفير حي يعرض بفخر تاريخها العريق وتطلعاتها المستقبلية. فهذا المسجد ليس مجرد مبنى، بل هو قطعة حية من التاريخ، تقف بأناقة عند تقاطع الماضي والحاضر، شاهد على رحلة الإبداع والتراث.