رحلة في أعماق التراث: تعرف على تاريخ صيد اللؤلؤ في رأس الخيمة
تُعد رأس الخيمة الوجهة الأولى لعشاق المغامرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تشمله من تجارب مثيرة ومتنوعة تخطف…
تزخر الثقافة الإماراتية بألوان متعددة من الفنون والتقاليد العريقة، من صيد اللؤلؤ ورحلات السفاري في الصحراء، إلى الأسواق الشعبية التي تبيع الذهب والقهوة والتوابل والعطور، مما يوفر لك العديد من التجارب الفريدة التي يمكنك القيام بها في الإمارات.
وفي إمارة رأس الخيمة، حافظت العديد من هذه الأنشطة التراثية على أصالتها عبر آلاف السنين، رغم ما شهدته دولة الإمارات من تطور وحداثة. وتُعد الصقارة إحدى هذه الأنشطة التي تعتبرها الإمارة كنزاً ثقافياً وتراثًا عريقاً توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل.
اليوم، تُعد الصقارة أحد أبرز الأنشطة التي يمكنك القيام بها في رأس الخيمة، حيث تجذب المواطنين والسياح على حدٍ سواء. إذ تجمع الصقارة بين المهارة والتقاليد وحب الطبيعة. ولكن قبل أن تصبح الصقارة تجربة سياحية متميزة، كان امتلاك الطيور الجارحة وترويضها للصيد هو وسيلة للبقاء ورمزاً للمكانة الاجتماعية المرموقة بين القبائل.
في هذا المقال نستعرض معًا المقصود بالصقارة، والتاريخ العريق لهذا التقليد الإماراتي الأصيل، والذي يمتد لآلاف السنين!
تُعد الصقارة من أرقى الممارسات التراثية في دولة الإمارات، وهي تجمع بين الرياضة والفن في آنٍ واحد.
وكما يوحي اسمها، فإن الصقارة هي فن تدريب الصقور واستخدامها في الصيد. وعادة كان الصقارون يفضلون تربية الصقور الإناث من فصيلة صقور “الحر”، حيثُ أنها أقوى من ذكور نفس الفصيلة.
كما كانوا يستخدمون أحد أشهر أنواع الصقور، وهو صقر الشاهين، وذلك لكفاءته وقوته في الصيد، حيث يمكن تدريبه على اصطياد مجموعة متنوعة من الفرائس – بما فيها النسور الكبيرة -، وذلك رغم حجمه الصغير نسبياً.
وتنقسم رياضة الصقارة إلى نوعين: صقارة الانقضاض المباشر، وسباق الصقور.
في صقارة الانقضاض المباشر يقوم المدرب بتحديد موقع الفريسة، ثم يترك الصقر يحلق في دوائر حولها حتى ينقض عليها ويأتي بها، ثم يُكافئ الصقر بعد نجاحه في عملية الصيد.
أما في سباق الصقور، فتتنافس الطيور فيما بينها للطيران على مسافة محددة، ويفوز الصقر الذي يصل إلى خط النهاية في أقصر وقت.
قبل أن تصبح الصقارة رياضة تقليدية في الإمارات، كانت وسيلة للبقاء عند البدو في شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 4000 عام.
ونظراً لطبيعة الصحراء القاحلة وصعوبة التنقل فيها، قام البدو بتدريب الصقور لمساعدتهم في الصيد. وبفضل سرعة طيرانها، وحدة بصرها، أصبحت هذه الطيور الجارحة رفيقاً مهماً في صيد الكروان والحُبارَي.
شهد القرن السابع انتشار الصقارة في العالم الإسلامي.
وإلى جانب كونها رمزاً للمكانة والنبل لدى الملوك والشيوخ والفرسان، كانت الطيور الجارحة محبوبة أيضاً لقدرتها على أسر الفريسة دون قتلها أو أكل أي جزء منها، وهو شرط ضروري لصيد الطعام في الثقافة الإسلامية، حيثُ يجب ذبحه بقطع الحلقوم وهو على قيد الحياة.
خلال أوائل القرن العشرين، ظلت الصقارة جزءاً حيوياً من ثقافة البدو، حيث تم نقل وتوارث الأساليب والممارسات التقليدية من جيل إلى آخر. ولكن مع دخول عصر الحداثة، ترك التطور والتمدن أثره على مختلف الممارسات التقليدية.
وفي عام 1976، تم إقامة أول مهرجان للصقارة بحضور جمع من المهتمين بهذا التراث. وكان هذا أيضاً المكان الذي بدأ فيه المغفور له بإذن الله “الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”، الرئيس الأول والأب المؤسس لدولة الإمارات، جهوده في رفع الوعي حول تناقص أعداد الطيور.
في عام 1995، قدم المغفور له بإذن الله “الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” برنامج لإطلاق الصقور، حيث تم إطلاق الصقور البرية مرة أخرى إلى الطبيعة للحفاظ عليها من الانقراض.
وفي عام 1999، تم إنشاء مستشفى الصقور في أبوظبي، وهو يخدم اليوم حوالي 11,200 شخص سنوياً.
بُذلت جهود متنوعة في بداية القرن الحادي والعشرين لحماية الصقور البرية (وبالتالي فن الصقارة). ومن ضمن هذه الجهود ما قدمته “معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض” (CITES)، حيثُ بدأت في إصدار جوازات سفر للصقور، وذلك لمنع الاتجار غير المشروع بها في المنطقة.
شهد عام 2011 انعقاد المهرجان الدولي الثالث للصقارة بحضور 800 ممثل من 80 دولة. وخلال هذا الحدث المرموق، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأسيس “مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء”، وذلك بهدف الحفاظ على مهارات الصقارة التقليدية وتعليمها للأجيال القادمة.
وفي عام 2016، تُوجت الجهود المشتركة لثماني عشرة دولة، من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، بإدراج فن الصقارة في قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
بحلول عام 2020، واصلت رأس الخيمة تقديم أنشطة وتجارب متنوعة عن تقاليد الصقارة التراثية، مما جذب السياح والمهتمين من جميع أنحاء العالم. وخلال هذه الفترة، شاركت آلاف الصقور في الفعاليات الرياضية ليس فقط في الإمارة، ولكن في الدولة بأكملها.
وتظل الصقارة تراثاً ثقافياً أصيلاً في رأس الخيمة. حيثُ يمكنك مشاهدة بعض العروض المهيبة لهذه الطيور في فندق “ريتز-كارلتون رأس الخيمة”. هنا يتم تقديم عرضاً تفاعلياً بشكل يومي يضم مجموعة من الطيور الجارحة التي لا تقتصر فقط على الصقور، بل تشمل “بوم الهَامَة”، و”البوهة الصحراوية”، وطائر “باز هاريس”.
وإذا كنت نزيلاً في فندق “والدورف-استوريا رأس الخيمة”، ستتاح لك أيضاً فرصة مشاهدة أحد الصقور في بهو الفندق. في الواقع، يتحدث النزلاء بحماس عبر الإنترنت عن تجربة الترحيب بهم من خلال هذا الصقر، والتقاط الصور التذكارية معه.
تزدهر الصقارة اليوم كرياضة إماراتية مفضلة لدى الملايين، وواحدة من أكثر الأنشطة التي يتطلع إليها السياح في رأس الخيمة. وقد تطورت ممارسات الصقارة بينما تحافظ على أهميتها الثقافية، منذ كونها مهارة أصيلة للبقاء عند البدو إلى مكانتها الحالية كتقليد ثقافي يُحتفى به من سكان وضيوف الإمارات.
إن التزام دولة الإمارات بحماية كل هذه الرياضة التراثية والطيور البرية يضمن أن تظل الصقارة جزءاً أساسياً من هوية الدولة، مما يمنح الزوار لمحة عن التاريخ العريق والتراث المستمر للمنطقة.
تُعد رأس الخيمة الوجهة الأولى لعشاق المغامرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تشمله من تجارب مثيرة ومتنوعة تخطف…
بعد انتهائك من زيارة المعالم السياحية وتجربة ألذ الأطباق واستكشاف أفضل الفعاليات والأنشطة في رأس الخيمة، عليك القيام بشيء أخير،…
تحتل القهوة مكانة خاصة في ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وشبه الجزيرة العربية، حيث تُقدَّم كرمزٍ للصداقة والتواصل المجتمعي. وتتميز…
تزخر الثقافة الإماراتية بألوان متعددة من الفنون والتقاليد العريقة، من صيد اللؤلؤ ورحلات السفاري في الصحراء، إلى الأسواق الشعبية التي…
تأتي تلك اللحظات التي نتوق فيها للهروب من صخب الحياة اليومية إلى ملاذ يمنحنا السكينة والتجدد. ولمن يعيش في قلب…
تتميز رأس الخيمة بجمال طبيعتها الخلاب وغنى تراثها وثقافتها العريقة. ولا تكتمل زيارة هذه الإمارة الساحرة دون التعرف على مطاعمها…
Already have an account? Sign in
ليس لديك حساب انشئ حساب