رحلة في أعماق التراث: تعرف على تاريخ صيد اللؤلؤ في رأس الخيمة
تُعد رأس الخيمة الوجهة الأولى لعشاق المغامرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تشمله من تجارب مثيرة ومتنوعة تخطف…
تُعد رأس الخيمة الوجهة الأولى لعشاق المغامرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تشمله من تجارب مثيرة ومتنوعة تخطف الأنفاس. هنا يُمكنك تجربة أطول مسار انزلاق في العالم “Zipline”، والاستمتاع بمشهد الإمارة من الأعلى وأنت على متن منطاد هوائي، والانزلاق بالعربة على مسار يصل طوله إلى 1885 مترًا.
ولا تقتصر التجارب في رأس الخيمة على الألعاب الترفيهية والمغامرات، بل هناك ما هو أكثر، حيثُ أن رأس الخيمة هي بوابتك السحرية لاستكشاف الثقافة والتراث الغني لدولة الإمارات، فالوجهات السياحية هنا تأخذك في رحلة عبر الزمن.
ابدأ رحلتك من قلعة ضاية الشامخة، ثم انتقل إلى المتحف الوطني لرأس الخيمة الذي يروي قصة الإمارة وتاريخها الغني، ولا تنس المرور بمخيم واحة البدو الذي يعود بك إلى أصالة الماضي. إن هذه الوجهات هي بمثابة آلة زمنية تأخذك في رحلة مذهلة عبر تاريخ الإمارة العريق.
وبين هذه المزارات الثقافية المذهلة، تجد مزرعة لآلئ السويدي، تلك الجوهرة الفريدة التي تتيح لك الغوص في أعماق التراث البحري للمنطقة، والتعرف عن قرب على مهنة صيد اللؤلؤ التي شكلت هوية هذه الأرض الطيبة.
لنَعُدْ بالتاريخ بضعة آلاف من السنين، حيثُ كانت مياه الخليج العربي تحتضن في أعماقها أنقى وأجمل لآلئ العالم، ولا تزال!
فبحسب علماء الآثار، يعود تاريخ صيد اللؤلؤ في الإمارات إلى أكثر من 7000 عام. وقد وجدوا العديد من الأدلة على الدور الهام الذي لعبته رأس الخيمة في القرن الثاني عشر، حيثُ كانت إحدى أهم مراكز تجارة اللؤلؤ في العالم القديم. وهو ما جعل مهنة صيد اللؤلؤ تحتل جزءًا هامًا من التراث الثقافي لرأس الخيمة.
خلال هذه الفترة، كانت الإمارات هي منبع اللآلئ الثمينة التي سافرت إلى قصور روما، ومنازل البندقية، وأسواق الهند وسريلانكا. بل إن بعضها قد وصل إلى بلاد الفايكنج في أقصى شمال أوروبا.
ومع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، شهدت مهنة صيد اللؤلؤ عصرها الذهبي، وجلبت معها موجة من الرخاء والازدهار إلى البلاد. وتوافد الكثير من السكان المحليين إلى أبوظبي ودبي ورأس الخيمة -المراكز الثلاث الرئيسية لاصطياد اللؤلؤ- آملين في تحقيق ثروة من هذه الصناعة المزدهرة في ذلك الوقت.
ولكن ما الذي جعل من الإمارات موطنًا مثاليًا لهذه الصناعة الثمينة؟ الإجابة تكمن في مياه الخليج العربي الدافئة، التي وفرت البيئة المثالية لنمو أجود أنواع اللؤلؤ. وساعدت المياه الضحلة الغواصين على الوصول إلى هذه الكنوز دون الحاجة إلى معدات غوص معقدة.
وعلى الرغم من توافر هذه العوامل، التي جعلت من اصطياد اللؤلؤ مهنة رائجة في الإمارات، إلا أن النجاح في تحقيق ثروة من هذه المهنة كان يعتمد على العديد من العوامل الأخرى، بما فيها جودة السفينة المستخدمة في الإبحار، وبراعة طاقمها من البحارة والغواصين.
كانت رحلات صيد اللؤلؤ في الخليج العربي تبدأ بإبحار الرجال على متن السُفن، والتي كانت تنقسم إلى عدة أنواع هي: سفن الشوعي، والسنبوك، والجالبوت، والبقارة؛ كلٌ منها له تصميمه الفريد وحجمه المناسب لمهمته. وكانت سفن الجالبوت هي الأكبر، والأكثر استخدامًا في هذا النوع من الرحلات.
قبل الغوص، يقوم الغواصون بوضع مشبك الأنف المصنوع من صدف السلاحف، وذلك لمنع المياه من الدخول إلى أنفه أثناء الغوص، ويسدوا آذانهم بالشمع. وقد كانوا يتناولون الكثير من القهوة والتمر قبل بدأ الغوص، للحصول على قدر كافٍ من الطاقة.
وبجانب الغواصين، كان لكل فرد من أفراد طاقم السفينة دوره الحيوي، وكان كل بحار يتحمل مسؤوليته في الحفاظ على سلامة الجميع.
ولكن مع الأسف، بدأت هذه المهنة التراثية في الاندثار داخل الإمارات ومختلف دول الخليج مع ظهور اللؤلؤ الصناعي في ثلاثينيات القرن الماضي. ثم ظهرت مزارع اللؤلؤ على يد اليابانيين، وهو ما جعل مهنة اصطياد اللؤلؤ وما تشمله من مجهود ومخاطرة -وبالتالي تكلفة عالية- شيء من الماضي، ولا حاجة إليه الآن.
رغم أن عصر صيد اللؤلؤ التقليدي قد ولّى، إلا أن روحه لا تزال حية في رأس الخيمة، وذلك بفضل رجل واحد: عبد الله راشد السويدي.
ينحدر عبد الله من عائلة السويدي العريقة، التي ارتبط اسمها بصيد اللؤلؤ قديمًا، منذ القرنين الثاني عشر والثالث عشر. كان جده من آخر الغواصين النشطين في الإمارات قبل أن تغير اكتشافات النفط وجه المنطقة.
ومن بين أطلال هذا الماضي العريق، لا تزال ذكريات عبد الله عن جده محفورة في قلبه، حيثُ لا يزال يتذكره وهو ينطلق في رحلاته البحرية، ويعود إلى الشاطئ محملًا بالكنوز البيضاء المتلألئة التي أهدتها له مياه الخليج العربي. هذه الذكريات، التي اجتمعت مع شغفه بالحفاظ على هذا التراث الثمين، شكلت حافزًا له لإنشاء مزرعة “لآلئ السويدي” في رأس الخيمة.
مزرعة لآلئ السويدي هي أول مزرعة للؤلؤ العربي في العالم، والتي تم افتتاحها في عام 2004. وتقع المزرعة في قرية الرمس الصغيرة، أسفل سلسلة جبال الحجر المهيبة في رأس الخيمة.
زيارة المزرعة هي أحد الأنشطة التي يمكنك القيام بها في رأس الخيمة. حيثُ تبدأ رحلتك من قرية الرمس، لتُبحِر على متن قارب تقليدي لصيد اللؤلؤ، والذي يأخذك في جولة ساحرة حول البحيرة، وما يحيط بها من جبال شامخة والعديد من أشجار المانغروف الخضراء.
خلال الجولة يشرح لك المرشد السياحي لماذا تعد المياه الضحلة هي البيئة الأمثل لزراعة اللؤلؤ، والدور الحيوي لأشجار المانغروف في الحفاظ على هذا الكنز. كما ستشاهد الأدوات القديمة التي كان يستخدمها الغواصون في البحث عن اللؤلؤ، وستتعلم الكثير حول تقنيات الغوص القديمة.
كما سيسرد لك المرشد السياحي العديد من القصص التراثية المثيرة حول مغامرات الغواصين في هذا المكان. بعد ذلك ستبدأ جولتك في المزرعة لتتعرف على التقنيات الحديثة المستخدمة في زراعة اللؤلؤ في وقتنا الحاضر. ثم ستزور بيت اللؤلؤ، المُقام على قارب عائم.
وفي نهاية الرحلة، يمكنك أن تجرب حظك وتفتح الصدفة الخاصة بك، لترى هل حصلت على أحد اللآلئ الثمينة؟! وسواء حالفك الحظ أم لا، فلا داعي للقلق، يمكنك أن تمر على متجر الهدايا الموجود في المزرعة لتقتني لؤلؤة أو اثنتين كتذكار ثمين من هذه الرحلة الثرية.
وإذا أحببت، يمكنك تخصيص جولتك في مزرعة لآلئ السويدي لتضيف إليها فقرة مليئة بالهدوء والاستجمام، حيثُ تنطلق في جولة تجديف أثناء الغروب. هذه الجولة هي أحد أجمل الأنشطة التي يُمكنك القيام بها هنا، حيثُ تعطيك الفرصة للاستمتاع بمشهد الشمس وهي تُلقي بأشعتها الحمراء فوق البحيرة عند الغروب.
وسواء اخترت الجولة الثابتة، أو خصصت جولتك، في جميع الحالات ستحظى بفرصة فريدة لمشاهدة الحياة البرية المتنوعة في المنطقة. ستراقب طيور الفلامنجو وهي ترقص على نغمات الطبيعة، وطيور الغاق وأبو قردان وهي تبحث عن طعامها، بالإضافة إلى مشهد نادر للأسماك الطائرة وهي تقفز من الماء، لتقدم لك عروضًا مذهلة!
وفي أي وقت خلال جولتك يمكنك الاستمتاع بقليل من الشاي العربي، أو القهوة، أو العصائر المنعشة؛ ولا تنسَ تذوق التمر الإماراتي اللذيذ.
إن زيارتك لرأس الخيمة هي دعوة مفتوحة لاستكشاف عالم من المغامرات والتجارب الفريدة. حيثُ يمكنك الاستمتاع بجرعة من الأدرينالين أثناء تجربة تحليقك على متن أطول مسار انزلاق في العالم في “جيس فلايت“، أو عش تجربة التجول على متن عربة “جيس سلايدر” التي تتحرك بسرعة 40 كيلومترًا على مسار بطول 1885 مترًا، أو حلق فوق المدينة على متن “المنطاد الهوائي“. أما إذا كنت من محبي الخيل، فيمكنك امتطاء أجمل الخيول العربية في “مركز الوادي للفروسية“.
وإذا كنت من عشاق استكشاف الطبيعة، يمكنك الذهاب في مغامرة للمشي عبر الجبال الشامخة واستكشاف مساراتها السرية. كما يُمكنك المشاركة في مجموعة من الأنشطة الرياضية التي تجمع بين الإثارة والمتعة في أحضان الطبيعة الساحرة.
ولا تنس الاستمتاع بقليل من الهدوء والاسترخاء بين لحظات المغامرة والتحدي، حيثُ يمكنك الاستلقاء على شواطئ رأس الخيمة برمالها الذهبية، ومشاهدة المياه الفيروزية الصافية، أو قم بزيارة أحد منتجعاتنا الصحية الفاخرة، أو اقتطع بعض الوقت لتتذوق مجموعة متنوعة من أشهى الأكلات وألذ المشروبات في مطاعم رأس الخيمة.
ندعوك لزيارة صفحة “خطط زيارتك“، لتخطيط رحلتك في رأس الخيمة على أكمل وجه.
تُعد رأس الخيمة الوجهة الأولى لعشاق المغامرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تشمله من تجارب مثيرة ومتنوعة تخطف…
بعد انتهائك من زيارة المعالم السياحية وتجربة ألذ الأطباق واستكشاف أفضل الفعاليات والأنشطة في رأس الخيمة، عليك القيام بشيء أخير،…
تحتل القهوة مكانة خاصة في ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وشبه الجزيرة العربية، حيث تُقدَّم كرمزٍ للصداقة والتواصل المجتمعي. وتتميز…
تزخر الثقافة الإماراتية بألوان متعددة من الفنون والتقاليد العريقة، من صيد اللؤلؤ ورحلات السفاري في الصحراء، إلى الأسواق الشعبية التي…
تأتي تلك اللحظات التي نتوق فيها للهروب من صخب الحياة اليومية إلى ملاذ يمنحنا السكينة والتجدد. ولمن يعيش في قلب…
تتميز رأس الخيمة بجمال طبيعتها الخلاب وغنى تراثها وثقافتها العريقة. ولا تكتمل زيارة هذه الإمارة الساحرة دون التعرف على مطاعمها…
Already have an account? Sign in
ليس لديك حساب انشئ حساب